كيف اعتصم من الشيطان؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف اعتصم من الشيطان؟
قاعدة نافعة فما يعتصم به العبد من الشيطان
قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله
: قاعدة نافعة فما يعتصم به العبد من الشيطان ويستدفع به شره ويحترز منه وذلك في عشرة أسباب :
الحرز الأول : الإستعاذة بالله من الشيطان
قال تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (فصلت:36)
وفي صحيح البخاري عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ) رواه البخاري ومسلم
الحرز الثاني: قراءة سورة الفلق والناس .
فإن لهما تأثيرا عجيبا في الإستعاذة بالله تعالى من شره ودفعه والتحصن منه ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما تعوذ المتعوذون بمثلهما )
وكان عليه الصلاة والسلام يعوذ بهما كل ليلة عند النوم
وأمر عقبة أن يقرأ بهما دبر كل صلاة .
الحرز الثالث : قراءة أية الكرسي
ففي الصحيح من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ..فقال : (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان) رواه البخاري
الحرز الرابع : قراءة سورة البقرة :
ففي الصحيح من حديث سهل عن عبدالله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تجعلوا بيوتكم قبورا وأن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان )
رواه مسلم والترمذي
الحرز الخامس : قراءة خاتمة سورة البقرة
فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
رواه البخاري ومسلم
الحرز السادس : أول سورة حم المؤمن إلى قوله تعالى : إليه المصير )مع آية الكرسي
في الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من قرأ حم المؤمن إلى إليه المصير وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح) ضعيف والحديث له شواهد في قراءة آية الكرسي وهو محتمل على غرابته .
الحرز السابع : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك)
رواه البخاري ومسلم فهذا حرز عظيم النفع جليل الفائدة يسير سهل على من يسرهالله تعالى عليه
الحرز الثامن : كثرة ذكر الله
وهو من أنفع الحروز من الشيطان .
الحرز التاسع : الوضوء والصلاة .
وهذا من أعظم ما يتحرز به منه ولا سيما عند توارد قوة الغضب والشهوة كما في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض).
الحرز العاشر : إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس :
فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة :
فإن فضول النظر
يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والاشتغال به والفكرة في الظفر به فمبدأ الفتنة من فضول النظر قال تعالى :
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )
الحوادث العظام إنما كلها من فضول النظر فكم نظرة أعقبت حسرات لا حسرة كما قال الشاعر :
كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قـوس ولا وتر
وقال الآخر :
وكنت متى أرسلت طرفك *** رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولي من أبيات :
يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداً*** أنت القتيل بما ترمي فلا تصب ِ
وباعث الطرف يرتاد الشفاء لَه *** توقــــــه إنه يرتـــد بالعطب
وأما العين واللسان
فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف كثيرة الشعب عظيمة الآفات ، وكان السلف يحذرون من فضول النظر كما يحذرون من فضول الكلام وكانوا يقولون : ما شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان .
وأما فضول الطعام
والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ولهذا جاء في بعض الآثار (ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ) رواه أحمد والترمذي .
وأما فضول المخالطة
فهي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة وكم زرعت من عداوة وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات . وهي في القلوب لا تزول ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة
فمن كان بواب قلبه حارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم،
وهي فضول النظر و الكلام و الطعام و المخالطة
واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التسعةالتي تحرزه من الشيطان فقد أخذ بنصيبه من التوفيق وسد على نفسه أبواب جهنم وفتح عليها أبواب الرحمة
والله الموفق لا رب غيره ولا إله سواه.
- بدائع الفوائد 2/335-
منقول بتصرف
قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله
: قاعدة نافعة فما يعتصم به العبد من الشيطان ويستدفع به شره ويحترز منه وذلك في عشرة أسباب :
الحرز الأول : الإستعاذة بالله من الشيطان
قال تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (فصلت:36)
وفي صحيح البخاري عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ) رواه البخاري ومسلم
الحرز الثاني: قراءة سورة الفلق والناس .
فإن لهما تأثيرا عجيبا في الإستعاذة بالله تعالى من شره ودفعه والتحصن منه ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما تعوذ المتعوذون بمثلهما )
وكان عليه الصلاة والسلام يعوذ بهما كل ليلة عند النوم
وأمر عقبة أن يقرأ بهما دبر كل صلاة .
الحرز الثالث : قراءة أية الكرسي
ففي الصحيح من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ..فقال : (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان) رواه البخاري
الحرز الرابع : قراءة سورة البقرة :
ففي الصحيح من حديث سهل عن عبدالله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تجعلوا بيوتكم قبورا وأن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان )
رواه مسلم والترمذي
الحرز الخامس : قراءة خاتمة سورة البقرة
فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
رواه البخاري ومسلم
الحرز السادس : أول سورة حم المؤمن إلى قوله تعالى : إليه المصير )مع آية الكرسي
في الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من قرأ حم المؤمن إلى إليه المصير وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح) ضعيف والحديث له شواهد في قراءة آية الكرسي وهو محتمل على غرابته .
الحرز السابع : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك)
رواه البخاري ومسلم فهذا حرز عظيم النفع جليل الفائدة يسير سهل على من يسرهالله تعالى عليه
الحرز الثامن : كثرة ذكر الله
وهو من أنفع الحروز من الشيطان .
الحرز التاسع : الوضوء والصلاة .
وهذا من أعظم ما يتحرز به منه ولا سيما عند توارد قوة الغضب والشهوة كما في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض).
الحرز العاشر : إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس :
فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة :
فإن فضول النظر
يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والاشتغال به والفكرة في الظفر به فمبدأ الفتنة من فضول النظر قال تعالى :
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )
الحوادث العظام إنما كلها من فضول النظر فكم نظرة أعقبت حسرات لا حسرة كما قال الشاعر :
كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قـوس ولا وتر
وقال الآخر :
وكنت متى أرسلت طرفك *** رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولي من أبيات :
يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداً*** أنت القتيل بما ترمي فلا تصب ِ
وباعث الطرف يرتاد الشفاء لَه *** توقــــــه إنه يرتـــد بالعطب
وأما العين واللسان
فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف كثيرة الشعب عظيمة الآفات ، وكان السلف يحذرون من فضول النظر كما يحذرون من فضول الكلام وكانوا يقولون : ما شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان .
وأما فضول الطعام
والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ولهذا جاء في بعض الآثار (ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ) رواه أحمد والترمذي .
وأما فضول المخالطة
فهي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة وكم زرعت من عداوة وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات . وهي في القلوب لا تزول ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة
فمن كان بواب قلبه حارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم،
وهي فضول النظر و الكلام و الطعام و المخالطة
واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التسعةالتي تحرزه من الشيطان فقد أخذ بنصيبه من التوفيق وسد على نفسه أبواب جهنم وفتح عليها أبواب الرحمة
والله الموفق لا رب غيره ولا إله سواه.
- بدائع الفوائد 2/335-
منقول بتصرف
شكـــــ؟ـــــري- عضو
-
عدد الرسائل : 66
العمر : 73
تاريخ التسجيل : 19/06/2008
رد: كيف اعتصم من الشيطان؟
شكرا لك موضوع رائع وان كان منقول
MeMo- الزعيم
-
عدد الرسائل : 4524
العمر : 32
العمل/الترفيه : tous
المزاج : Dur
نقاط التميز : admin
الأوسمة :
البلاد :
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى