المتشائمون و المتفائلون

الناس في موقفهم من الحياة نوعان: نوع متجهم الوجه تؤذيك رؤيته: وهؤلاء تسميهم المتشائمين اليائسين،وهم الرمال التي تذرفها أمواج القوة نحو الشاطئ. ومثل هؤلاء مثل شعلة التبن ترى لها ضوءا، لكنك لا تحس بقربها دفئا، ثم لا تلبث أن تنطفئ من غير أن تترك وراءها جمرة واحدة. وهؤلاء خاطبهم الشاعر بقوله:
أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجد جميلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا ؟
أما النوع الثاني فأولئك الذين وعوا أسرار الحياة، فأدركوا أن من الحطمة ألا تفكر صباحا ما ستكون عليه مساءا. وهؤلاء هم الذين نسميهم المتفائلين الذين يملؤون الدنيا وغناء و بناء .
هذان النوعان يلجأان إلى السير كل في طريقه التي رسمتها نظرته إلى الحياة، وهما لا ينشئان المفعول نفسه أو يجيئان بالنتيجة نفسها أنما هما مبدآن من مبادئ هذه الحياة إلي يكثر فيها التناقض ويظهر عدم التكافؤ.